توفي الكاتب الفرنسي ورجل الأعمال السابق بول-لو سوليتزر عن عمر يناهز 78 عامًا، يوم الخميس، في جزر موريشيوس بالمحيط الهندي، حيث كان يعيش منذ أشهر، وفقًا لما أعلنته ابنته أوليفيا سوليتزر لوكالة فرانس برس. وقالت إنه توفي صباح الخميس في المستشفى بعد إصابته بسكتة دماغية، موضحةً أنه دخل المستشفى قبل أيام قليلة إثر حادثة سقوط تسببت في تدهور حالته الصحية.
وُلد بول-لو سوليتزر في 22 مايو 1946 في باريس لعائلة من أصول يهودية، وبدأ حياته المهنية كرجل أعمال ناجح قبل أن يتحول إلى واحد من أكثر الكتاب الفرنسيين مبيعًا في مجال روايات الإثارة السياسية والمالية.
كان سوليتزر معروفًا بغزارة إنتاجه الأدبي، حيث أصدر ما يقارب 40 كتابًا، بيعت منها أكثر من 60 مليون نسخة حول العالم، وتُرجمت إلى عدة لغات. كان يصف أعماله بأنها "أفلام ويسترن مالية"، حيث كانت تستلهم عوالم المال والسياسة بأسلوب تشويقي يجذب القراء.
مع ذلك، أثارت شهرته جدلًا كبيرًا، إذ تم اتهامه بأنه كان يستعين بأشخاص آخرين لكتابة رواياته التي كانت تصدر باسمه، مما أثار العديد من التساؤلات حول حقيقة دوره الإبداعي.
خلال الثمانينات، بلغ سوليتزر ذروة نجاحه، وكان واحدًا من أثرى الكتاب في فرنسا. ألّف كتبًا تحمل عناوين لافتة مثل "المال" و"النقد" و"الثروة"، والتي جذبت جمهورًا واسعًا في أوروبا والعالم.
كان سوليتزر يعيش حياة الترف، حيث امتلك:
- قصرًا فخمًا في باريس بطراز إيطالي تبلغ مساحته 450 مترًا مربعًا.
- فيلا فاخرة في سان تروبيه.
- مزرعة في أريزونا، الولايات المتحدة.
- مجموعة من اللوحات الفنية لفنانين كبار.
- سيارة فيراري، إلى جانب عدة سيارات فارهة أخرى.
لم يقتصر نجاحه على المجال الروائي، بل توسع ليصبح من رواد الكتب المتعلقة بالصحة والحمية الغذائية، حيث نشر كتابه الشهير "نظام سوليتزر الغذائي"، الذي قدم فيه نظامًا غذائيًا لإنقاص الوزن بناءً على تجربته الشخصية.
مع بداية الألفية الجديدة، بدأت ثروة سوليتزر في التراجع، وواجه العديد من المشكلات القانونية والشخصية.
- في عام 2004، أصيب بسكتة دماغية أثرت بشكل كبير على صحته.
- دخل في نزاع قانوني طويل وطلاق معقد مع زوجته الثالثة دلفين جاكوبسون، حيث خاض معها معركة قضائية ضارية حول ثروته.
- في 2009، أُدين بتهمة تلقي أموال من مصدر غير مشروع ضمن فضيحة مالية عُرفت باسم "أنغولا جيت"، التي تورطت فيها شخصيات فرنسية بارزة في بيع أسلحة غير مشروعة إلى أنغولا في التسعينات.
- رغم أنه تمت تبرئته لاحقًا في محكمة الاستئناف، إلا أن هذه الفضيحة أساءت إلى سمعته بشكل كبير، وأدت إلى سحب وسام الاستحقاق الوطني الذي حصل عليه سابقًا.
بعد سلسلة الأزمات، بدأ سوليتزر بالابتعاد عن الأضواء، وعاش حياة هادئة نسبيًا في بلجيكا ونيس، حيث عانى من مشاكل صحية متزايدة.
وفي الأشهر الأخيرة من حياته، انتقل إلى جزر موريشيوس، وفقًا لما صرحت به ابنته أوليفيا سوليتزر، موضحةً أنه أراد الابتعاد عن ضغوط الحياة واستعادة بعض من عافيته في أجواء أكثر هدوءًا.
بقي إرث سوليتزر الأدبي محط جدل ونقاش بين النقاد والقراء.
- يرى البعض أنه كان كاتبًا عبقريًا استطاع تقديم أدب تشويقي فريد من نوعه في فرنسا.
- بينما يرى آخرون أنه كان رجل أعمال ذكيًا أكثر منه كاتبًا حقيقيًا، حيث اعتمد على الكتابة بالاستعانة بأشخاص آخرين لتحقيق نجاحه التجاري.
مع رحيله، فقدت فرنسا كاتبًا أحدث تأثيرًا واسعًا في الساحة الأدبية، سواء بالنجاح الكبير الذي حققه أو بالجدل الذي دار حوله.
وبينما يغلق الستار على حياة بول-لو سوليتزر، يبقى السؤال: هل سيتم إعادة تقييم إرثه الأدبي بعيدًا عن الجدل، أم سيبقى اسمه مقترنًا بالفضائح التي لاحقته حتى أيامه الأخيرة؟
0 تعليقات