لوس انجليس - يستوحي فيلم" جلاديتور" (المصارع)  الجزء الثاني أحداثه مثل سلفه الجزء الأول من أحداث من التاريخ. ومع ذلك، لا يعنى ذلك أن الفيلم ملزم بتقديم حقائق تاريخية حقيقية.

ويعرض الآن في دور السينما، الجزء الثاني للفيلم الذي عرض أول مرة عام 2000، من إخراج ريدلي سكوت، ويحكي قصة لوسيوس (بول ميسكال) ابن المصارع في الجزء الأول ماكسيموس، الذي جسده راسل كرو، في عهد الامبراطورين التوأم جيتا ( جوزيف كوين) و كاراشالا ( وفريد هيشينجر). ويضم الفيلم شخصيات مستوحاة من شخصيات تاريخية، بالإضافة إلى شخصيات خيالية من أجل سياق الفيلم.

وذكرت صحيفة لوس انجليس أن الجزء الثاني يشبه الجزء الأول كثيرا من حيث تركيزه على ألعاب المصارعة الملحمية التي يتم تنظيمها في الكولوسيوم، وتشهد ترتيب ألعاب قتالية بين المحاربين الذين تم أسرهم مثل لوسيوس ورجال آخرين وحيوانات. وفي ضوء هذه الألعاب الجامحة التي صورها الفيلم، طلبت الصحيفة من الخبراء تحديد أنواع الفعاليات التي وقعت بالفعل في الكولوسيوم.

ولا يبدو اليوم أن الكولوسيوم مكان يمكن أن يشهد معارك بحرية، ولكن الخبراء يقولون إن ذلك حدث بالفعل.

ويقول اندرو سكوت، أستاذ الدراسات الكلاسيكية في جامعة فيلانوفا إنه " في بعض الأحيان، كان يتم تنظيم معركة بحرية ضمن الألعاب". وأضاف" ربما كان ذلك الأمر نادرا، ولكن هناك الكثير من الدلائل على حدوثه".

وأوضح أنه عندما تم افتتاح الكولوسيوم خلال عهد الإمبراطور تيتوس، تم  إعادة تنظيم المعارك البحرية التاريخية من قبل القرن الخامس قبل الميلاد. ولكن حتى قبل ذلك، يتردد أن الامبراطور الروماني الأول أغسطس نظم معارك بحرية شملت الآلاف من المشاركين في مكان مختلف.  

مع ذلك، من غير المرجح أن تكون هذه المعارك قد شهدت وجود أسماك قرش. وقال سكوت " لا أستطيع أن أذكر واقعة تحدث فيها مصدر قديم عن مثل هذا النوع من الحياة البرية". ووفقا لكتاب " ذا كولوسيوم" للكاتبين كيث هوبكنز و ماري بيرد، فإن المؤرخ كاسيوس ديو كتب" الخيول والثيران والحيوانات الأليفة الأخرى" تم إحضارها ضمن جزء من عرض تيتوس المائي.    

وشاركت في العروض حيوانات شبه مائية مثل التماسيح: وذكر كتاب" ذا كولوسيوم" رواية ديو بشأن صيد أحد حيوانات أغسطس لـ " 36 تمساحا".

وفي حقيقة الأمر، جميع أنواع الحيوانات كانت جزءا من العروض.

ويقول المؤرخون أن عدد الحيوانات التي شاركت في الفعاليات الترفيهية في ساحات مثل الكولوسيوم كان أكبر بكثير من البشر. فقد كان يتم استخدامها عادة في  عمليات الصيد المنظمة بالإضافة إلى عمليات الإعدام العلنية. كما كان يتم تنظيم مصارعات بينها .  

ووفقا لسكوت، فإن مثل هذه الفعاليات تتيح للإمبراطور أن يستعرض أنواع الحيوانات التي يمكن شراؤها من أقصى أطراف الإمبراطورية، التي لم يراها المواطنون في روما من قبل.

ويتردد أن الحيوانات التي شاركت في عدة عروض رومانية تشمل فرس النهر والفيلة ووحيد القرن والدببة والنعام والقطط الكبيرة مثل الأسود والنمور.

 وفي بعض الأحيان، كان الأباطرة يقومون بالمصارعة أيضا.

وبوجه عام، كان الأباطرة يقومون برعاية ألعاب المصارعة لتعزيز شعبيتهم وإظهار قوتهم. ولكن إمبراطورا واحدا على الأقل كان يشارك في العروض بالساحة من أجل جذب انتباه الجمهور بصورة أكبر.

ويوضح سكوت أن كومودوس، الإمبراطور الذي كان محور فيلم " المصارع " 2000 " كان إمبراطورا تم إخبارنا أنه قام بالفعل بالمصارعة في الساحة". وأضاف" هناك قطاع طويل في كتاب للمؤرخ الروماني كاسيوس ديو يتحدث فيه عن مشاركة كومودوس في ألعاب الصيد، وقيامه بالمصارعة".

ولكن الأباطرة الذين ظهروا في فيلم المصارع الجديد لديهم قصة مختلفة نسبيا.

وأوضح سكوت" لا أعتقد أن لدينا دليلا مباشرا على مشاركة كاراشالا في الألعاب، ولكن هناك الكثير من الحديث في مصادر قديمة بشأن مدى حبه لقيادة عربته الحربية". وأضاف " أعتقد أنه في هذه الفترة، كان هناك مزج بين شخصية الإمبراطور وشعبية الشخص المؤدي في الساحة".

ومن غير المفاجئ أن تضم أفلام ناجحة مثل المصارع الجزء الثاني حقائق تاريخية للتأكد من أن يحظى المشاهدون بمتعة أثناء المشاهدة. ولكن القائمين على صناعة الأفلام في هوليوود ليسوا وحدهم من تطرقوا لهذه الفعاليات، فالمؤرخون والشعراء الرومان القدامى كتبوا عن مشاركة الآلاف من الأشخاص والحيوانات في عدة فعاليات مختلفة.

 29 نوفمبر/تشرين الثاني (د ب

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم