تورنتو - فازت الشاعرة والروائية الكندية آن مايكلز بجائزة جيلر لعام 2024 عن روايتها "محتجز" (Held)، وهي دراسة متعددة الأجيال تستكشف تأثيرات الحرب والصدمات النفسية. تُعد جائزة جيلر، التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار كندي (حوالي 71 ألف دولار أمريكي)، من أبرز الجوائز الأدبية في كندا، وتُمنح سنويًا لأفضل عمل خيالي كندي.
تُعرف آن مايكلز بأعمالها الأدبية المميزة التي تُرجمت إلى أكثر من 45 لغة، وحصلت على العديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة "أورانج" وجائزة "الجارديان" للخيال وجائزة "الكومنولث" للشعر. تتناول رواية "محتجز" قصة مصور فوتوغرافي يتحول إلى جندي خلال الحرب العالمية الأولى، وتستعرض تأثيرات الحرب على حياته وحياة أجياله اللاحقة، مما يعكس عمق الصدمات النفسية التي تتركها الحروب على الأفراد والمجتمعات.
خلال حفل تسليم الجائزة في تورونتو، دعت مايكلز إلى "الوحدة" بين "جميع الفنون"، مشيرة إلى أهمية التضامن الفني في مواجهة التحديات المعاصرة. تزامن الحفل مع احتجاجات خارجية نظمتها مجموعات مناهضة للحرب، طالبت بقطع علاقات مؤسسة جيلر مع بعض الرعاة التجاريين، بما في ذلك مصرف "سكوتيابنك" بسبب استثماراته في شركات تصنيع الأسلحة.
تُعتبر جائزة جيلر من أبرز الجوائز الأدبية في كندا، وقد فاز بها سابقًا أدباء مرموقون مثل مارجريت آتوود، وموردخاي ريتشلر، وأليس مونرو. يُذكر أن آن مايكلز وُلدت في 15 أبريل 1958، وهي شاعرة وروائية كندية، ترجمت أعمالها ونشرت في أكثر من 45 دولة، وحصلت كتبها على عشرات الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة «أورانج»، و«الجارديان» للخيال، و«الكومنوث» للشعر.
تُعد رواية "محتجز" إضافة قيمة إلى الأدب الكندي، حيث تسلط الضوء على تأثيرات الحروب والصدمات النفسية عبر الأجيال، وتؤكد على أهمية الفن والأدب في معالجة هذه القضايا الإنسانية العميقة.
رواية "محتجز" (Held) للكاتبة الكندية آن مايكلز ليست مجرد عمل أدبي يتناول الحروب وتأثيراتها، بل هي استكشاف عميق للأثر العابر للأجيال الناتج عن الصدمات النفسية والاضطرابات التي تخلفها النزاعات المسلحة. العمل الفائز بجائزة جيلر لعام 2024 يحمل بين صفحاته دراسة إنسانية جريئة تمتد عبر الزمان والمكان، لتكشف عن الطرق التي تعيد بها الحروب تشكيل هويات الأفراد والمجتمعات.
عن جائزة جيلر وأهميتها
تُعد جائزة جيلر من أهم الجوائز الأدبية في كندا، وتُمنح سنويًا للعمل الأدبي الأبرز في مجال الرواية أو القصة القصيرة. تأسست الجائزة في عام 1994 على يد الصحفي جاك رابابورت تكريمًا لزوجته الصحفية دوريس جيلر، التي عُرفت بحبها للأدب وإسهاماتها في مجال الإعلام. يبلغ مقدار الجائزة 100 ألف دولار كندي، ما يجعلها واحدة من أكثر الجوائز قيمةً من الناحية المادية والمعنوية.
على مر السنوات، ساهمت الجائزة في تسليط الضوء على العديد من الأعمال الكندية البارزة، مثل روايات مارغريت آتوود، وأليس مونرو الحائزة على نوبل، وموردخاي ريتشلر. وهذا العام، تعززت مكانة الجائزة بفوز مايكلز، التي تعتبر واحدة من أبرز الأصوات الأدبية الكندية.
رواية "محتجز": حكاية الصدمة والترميم
الرواية تتبع قصة مصور فوتوغرافي شاب يجد نفسه متورطًا في أهوال الحرب العالمية الأولى، وهي تجربة تحوله إلى شخص مختلف تمامًا. ومع مرور الزمن، يصبح تأثير هذه الحرب محسوسًا لدى أجيال لاحقة من عائلته، بما في ذلك زوجاته وأطفاله. تقدم مايكلز الرواية كعمل إنساني شامل يعيد تعريف مفاهيم الهوية والذاكرة، حيث تتقاطع صراعات الماضي مع حاضر الأجيال الجديدة.
الرواية ليست مجرد وثيقة أدبية عن الحرب، بل هي عمل تأملي عميق يدمج بين السرد القصصي والشعر، مما يجعلها نموذجًا فريدًا في الأدب الكندي الحديث. استخدمت مايكلز أسلوبًا روائيًا يوازن بين السرد الواقعي والتأمل الفلسفي، ليخلق عملًا أدبيًا يستفز القارئ للتفكير في كيفية انتقال الألم والصدمات النفسية عبر الأجيال.
رسالة مايكلز في حفل الجائزة
أثناء خطابها في الحفل، أكدت مايكلز على أهمية التضامن بين مختلف أشكال الفنون، مشيرة إلى أن الأدب والفن عموماً يمكن أن يكون وسيلة لمواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية. وأوضحت قائلة: "الوحدة بين الفنون ليست ترفاً بل ضرورة في عالم تسوده الانقسامات والحروب." هذا الخطاب اكتسب أهمية إضافية بالنظر إلى الاحتجاجات المناهضة للحرب التي أحاطت بالحفل.
شهد الحفل حضور احتجاجات خارج مقر الحفل، حيث طالبت مجموعات مناهضة للحرب مؤسسة جيلر بإنهاء شراكاتها مع جهات تجارية مثل مصرف سكوتيابنك، المتهم بتمويل شركات تصنيع الأسلحة. هذه الاحتجاجات تعكس طبيعة النقاشات المتزايدة حول دور المؤسسات الثقافية في تحمل المسؤولية الأخلاقية في ظل الأزمات العالمية. وعلى الرغم من هذه التوترات، مر الحفل بسلاسة، مما يبرز قدرة الجائزة على الاستمرار كمحفل أدبي رغم الجدل المحيط بها.
آن مايكلز: صوت أدبي متفرد
وُلدت مايكلز في مدينة تورونتو عام 1958، وهي شاعرة وروائية حازت أعمالها على اعتراف عالمي. من أبرز أعمالها السابقة رواية "فيجلنغرز" (Fugitive Pieces)، التي تناولت تأثيرات المحرقة النازية على الحياة الإنسانية، ونالت عنها عدة جوائز عالمية مثل جائزة أورانج البريطانية. يُعرف أسلوب مايكلز بقدرته على مزج السرد الروائي بالشعر، مما يمنح نصوصها كثافة عاطفية وجمالية نادرة.
في هذه الرواية، تستخدم مايكلز شخصياتها وأحداثها كرموز للألم والشفاء. المصور الفوتوغرافي، الذي يتحول إلى جندي، يمثل الإنسانية التي تُجبر على التكيف مع أهوال الحروب. العائلة والأجيال المتعاقبة تمثل التأثيرات طويلة الأمد لهذه الأهوال، حيث تُظهر كيف يمكن أن تكون الصدمات النفسية ميراثاً غير مرئي ينتقل عبر الدماء.
"محتجز" ليست مجرد عمل أدبي محلي؛ بل هي جزء من حركة أدبية عالمية تعيد النظر في تأثير الحروب والصدمات على الإنسان. في وقت تتصاعد فيه النزاعات المسلحة حول العالم، تأتي هذه الرواية لتذكر القراء بأن الحروب لا تنتهي بمجرد توقف القتال، بل تمتد آثارها إلى عقول وقلوب الأجيال.
ومع فوز مايكلز، تتجدد التساؤلات حول مكانة الأدب الكندي في المشهد العالمي. هل يمكن لهذا الأدب، الذي يعكس هوية متعددة الثقافات وتاريخًا غنيًا بالتحولات الاجتماعية، أن يصبح نموذجًا للأدب الذي يعالج قضايا عالمية بطرق مبتكرة؟ فوز مايكلز يعزز من هذه الاحتمالات، حيث يعكس اهتمام الأدب الكندي بالإنسانية المشتركة بعيداً عن الحدود الجغرافية.
يمثل فوز آن مايكلز بجائزة جيلر لحظة احتفاء بالأدب الذي يغامر بالدخول إلى أعماق النفس الإنسانية، ويتحدى القارئ للتفكير في أسئلة معقدة حول الحرب، الهوية، والصدمات. "محتجز" ليست مجرد رواية، بل هي شهادة على قدرة الأدب على أن يكون صوتاً ضد النسيان، وجسرًا بين الأجيال لفهم المعاناة الإنسانية بعمق.

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

مواضيع أخرى ربما تعجبكم